إن حسن النقاش والتحاور موهبة وفن عند البعض
ولكن بالإمكان اكتسابه من خلال احتكاكك مع الأقلام المتحاورة
( فمرة تلو مرة .. ربما ستحاور عمالقة الحوار )
وتصبح من مجيدي هذا الفن
فـ باســـم الله أبدأ
* ( سـمّ الله ) وتوكّل عليه و أقرأ القضية جيدا قبل المناقشة وإذا لم تستوعبها اقرأها مراراً وتكراراً
حتى تستطيع أن تبدي رأيك فيها ..
* حاول أن تكتب رأيك قبل أن تقرأ ردود الأعضاء للموضوع حتى لا تتأثر بآرائهم ..
* تدرّج في طرح الفكرة ولا تعيد طرح الفكرة أكثر من مرة بحيث تعدّد أساليب فكرتك الواحدة !!
* حاول بقدر المستطاع أن لايكون رأيك متأثر بالأمور الخارجة عن صلب الموضوع
* ليس من الضرورة أن تكون كل كلماتك منمقة بأسلوب أدبي محنك ولكن من المهم والأهم أن تكون كلماتك مفهومه للقراء
( وهناك بعض المحاورين تصلك أفكاره وطرحه الشيّق بسلاسة وقوّه في نفس الوقت على الرغم من أنه أستخدم لهجته العامية في المناقشة )
* ما أروع أن تستشهد خلال مناقشتك بآيات الله الحكيمة أو من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
* بعض المناقشات تتطلب منك في نهايتها أن تستلخص رأيك بكلمات قليلة تعبر فيها عن مايجول في تفكيرك أو وجهة نظرك ..
* إذا كانت القضية تتطلب حلول لهذا الموضوع اطرح حلولا من واقع مجرّب أو حتى لو كانت من نسج خيالك ترى أن من الممكن تحقيقها بعد دراسة الموضوع من جميع جوانبه ..
* البعد كل البعد عن تجاوز الأدب وانعدام الاحترام بينك وبين المتحاورين مهما كانت الظروف أو الأسباب
(وإلاّ فالصمت خير لك لكي لا تندم على كلمات قلتها لحظة غضب ) ..
فأشد الكلمات التي ستندم عليها طوال حياتك هي التي تقولها و أنت غاضب ..
* إذا وجدت من له وجهة نظر تخالف وجهة نظرك ويحاول أن يستفزك حاول أن تفهمه بأسلوب هادئ
( حتى ولو كنت تستشِّط غيظاً ) فنحن لسنا في ساحة معركة
وهذه مجرد قضية طرحت للحوار وليس من الضروري بأن ينتهي الحوار بإقناع أحد الأطراف بالرأي الآخر
و يبقى لكل إنسان قناعاته وآرائه ما لم تخالف شرع الله أو سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ..
* تذكر أن كاتب الموضوع عندما كتبه كانت هناك فكرة تدور في رأسه وأجهد عقله لكي يصوغ هذه الفكره واستهلك من وقته لكي يوصلها لك وهو يستحق أن تحاوره وتتناقش معه بدلا من جمل المجاملات التي كثـر تداولها
وإن طرح الافكار والآراء المتعددّه حتى المختلفة منها تثري العقول وتجعل من المنتدى مكان أجمل لتواجدنا فيه ..
فللحوار آداب كما للإختلااف آداب أيضاً .. فالحوار والجدال كلها ألفاظ متقاربة لمعنى واحد ..
فكن محاورا .. و لا تكن مجادلا .. فللجدال نهايات غير حسنـه ..
والحوار له قواعد كثيرة وعديده سأذكر بعضها هنا ..
أولاً : تحديد موضوع الحوار ..
ينبغي أن يدور الحوار حول مسألة محددة فكثيرًا من الحوارات تكون جدالاً ليس له نقطة محددة ينتهي إليها
بمـعني (( أنكم تتحاورون وتتناقشون في دائرة مغلقه ))
ثانياً : مناقشة الأصل قبل الفرع ..
أُلـخّـص هذه العبارة بأنه ينبغي ألا يتم التناقش في الفرع قبل الاتفاق على الأصل ..
أيضاً للمُحاور نفسه آداب ينبغي الإلمام بها :-
1- حسن التصور:
والمقصود من حسن التصور ألاَّ تكون الأفكار عند المتحدث مشوشة أو متداخلة أو متضاربة
فبعض الناس - لضعف تصوره - ربما يطرح فكرة أثناء النقاش وبعدما ينتصف في شرحها يتبيَّن له أنها غير صالحة ولا تخدم الغرض فينتبه في منتصف الطريق بعدما يكون قد تورَّط في ذلك ..
2- ترتيب الأفكار :
فالقدرة على ترتيب الأفكار وتسلسلها .. وارتباط بعضها ببعض يثبت حجة المحاور ويقويها ..
3- العـــــلــم :
ينبغي أن يكون المحاور ذا عــلـم وقوة وقدرة .. فإن بعض المحاورين قد يخـذل الحق بضعف علمه
فرغم أن الحق معه إلا أنه لم يدعمه بالعلم القوي ..
4- الفهم مع العلم :
لابد من الفهم وقوة العقل ليدرك المتحدث حجج الخـصم .. ويتمكن من فهمها ..
5- التـــــواضــــع :
فالتواضع أثناء المناقشة .. أو بعد الانتصار على الخصم .. من أهم ما ينبغي أن يتحلى به المحاور ..
وهو من شيـــم الكبار ..
فـ للحوار آداب وآفات و قواعد وأشياء عديده قمت بنـــقل بعضها هنـا واقـتصرت على أن أنقل المفيد ..
أسأل الله العظيم أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..
و آسـف للإطالـــه و لكن .. لأهميــة الموضوع ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..