بعد غيبي عن المنتدي أرجع إليكم من مدينة البيضا و بقصة لقد أخبرني بها جدي والد أمي و هو من كبار قبيلة العبيدات و هو من الناس الذين كانو أحياء في فترة الإستعمار الإيطالي و أخبرني بقصة معركة لقد خضها أجدادي من قبيلة المغربة و بعض الناس من قبائل أخرة و لد أحببت أن أنقلها لكم لأنا هذه المعركة لقد كتب عنها الكثير من الطلين بعد رجوعهم من ليبيا و كانت تسمي بمعركة الكرهبو هذه هي القصة
ضربات موجعة تلقاها الايطاليون بشهادة جنرالات الحرب انفسهم.
هذه الملاحم فخر لكل الليبين ومعارك تستحق ان نقف عندها.
في يوم 25/5/1923م اشتبكت القوات الايطالية في قتال مع معسكر صالح الأطيوش المتكون من ثلاثمائة فارس، والمتمركز ببئر بوجدارية بالقرب من بئر بلال الواقع جنوب البريقة، وقد سقط فيها عدد كبير من المجاهدين وابلوا بلاء حسنا. ونتيجة للفارق في العدة والعتاد آثروا الانسحاب تحت ضغط المدافع الرشاشة والمدفعية الثقيلة، وقد ذكر ذلك غراتسياني في كتابه (برقة الهادئة)، وبإنتهاء الموقعة جمع الطليان جثث قتلاهم 189 جثة من بينها جثة الميجور ميللي، وسماها الإيطاليون معركة بئر بريش، وكذلك سميت ببئر بلال الأولى بحكم قرب المسافة من بئر بلال.
وبحلول فجر 2/6/1923 تحركت القوات الميكانيكية من اجدابيا معها سبع مصفحات ومائة وثمان عربات بقيادة الكولونيل أزوني والميجور تلجر، متجهة نحو بئر بلال. وقد لاحظت دوريات المجاهدين هذه القوات فاستعدت لها حيث نصبوا كمينا للفرقة المدرعة.
وفي يوم 10 يوليو من عام 1923 حدثت المعركة وكان المجاهدون بقيادة صالح الأطيوش، وقجة عبد الله القرعاني "من قبائل القرعان بتشاد"، كما كان يوجد بالمعسكر الكثير من القادة الآخرين من أمثال: نصر العمى اللمباركي، ومهدي الحرنة المغربي، وعبد الرحمن الميجنة لمباركي المعروف باقريد الميجنة، وموسى احمودة المعروف بإسم موسى الحايل، والمبروك باسل، والشيخ الفضيل اجبيل، وعبد النبي مذكور المغربي، واتفق الرواة على أن الإيطاليين كانوا يقتفون اثر المجاهدين، وعندما وصلوا الى مقربة من بئر بلال، وجدوا رعاة، فطلبوا منهم ان يرشدوهم ويدلوهم على دور صالح الاطيوش، فرفضوا، فترجل عدد كبير من الايطاليين، وكان المكان المتواجد به الايطاليون اقرب ما يكون من منحدرات، وكان قد خبأ المجاهدون الخيول، وجعلوا فرسانها على أهبة الاستعداد، واثناء نزول اغلب جنود الفرقة، باغتهم المجاهدون، وكبروا باسم الله، ودارت معركة حامية الوطيس استبسل بها الاجداد، وابادوا تلك الفرقة، واستمرت المعركة أربع ساعات، سقط فيها 152 شهيداَ وجرح فيها 200 مجاهدا، وغنم المجاهدون 1000 بندقية صالحة للاستعمال، وخمسة وعشرون مدفعا، وابادوا الفرقة المدرعة، ونجت سيارتان من الايطاليين، واحدة كانت تحمل الومندز روليني الذي لاذ بالفرار، وانسحب المجاهدون على إثرها إلى الجنوب، وتمكن الطليان بعد ذلك من تجميع جثث قتلاهم وإقامة نصب تذكاري على قبر القائد تلجر المعروف بقبر النصراني بمناطق جنوب البريقة.
واستشهد في هذه المعركة كل من: امهدي الحرنة المغربي - حمد إسكات - الزروق لطيوش - نصر العمى - عبد السلام البرعصي - حمد الشامخ الصبحي - الصالحين الضبع - عبد النبي ياسين ضاوي، وعدد آخر من المجاهدين. وجرح كل من المجاهد عبد النبي مذكور - جمعة شلش - احمد الاطيوش - بزريق الميجنة، وغيرهم.
ومن المجاهدين الذين ابلوا بلاء حسنا: قجة عبد الله القرعاني - عيسى بوهدمة القبائلي – عبدالنبي مذكور- اقريد الميجنة لمباركي - موسى الحايل احمودة - منصور اجبيل - بوزريق الميجنة لمباركي - محمود حمد الذباح - محمد اشويخ البرعصي - عثمان عبد الرازق حمد - مفتاح القيصة - عبد الله شعبان الدواسي.
وفي يوم 10 يوليو من عام 1923 تحركت البوارج الحربية من ميناء الزويتينة تحمل 1800 جندي متجهةً إلى مرسى البريقة الذي وصلته صباح اليوم التالي للقيام بحملة واسعة لاحتلال ميناء البريقة، وتقرر القيام بها على مرحلتين، الأولى تكون بالهجوم على البريقة عن طريق البحر وذلك خوفاً من الهزيمة السابقة التي ما زال شبحها يخيم على نفوس الطليان. أما المرحلة الثانية فهي بالهجوم على بئر بلال بواسطة قوات ميكانيكية تتحرك من اجدابيا في محاولة يائسة لاستعادة بعض هيبتها ولتأكيد سيادتها على المنطقة والثأر من هزائمها السابقة التي لحقتها على أيدي المجاهدين، واسترداد المعدات، وكذلك دفن الجنود الذين قتلوا في تلك المواقع.
وقد مهدت لذلك بعمليات جوية واسعة لتحديد مواقع المجاهدين وضرب مواقعهم وقوافلهم، وبلغت العمليات الجوية في شهر 7 وحدَه 57 عمليةً جويةً منها 17 غارة بالقنابل تركزت كلها تقريباً في المنطقة بين القطفية والبريقة حيث استهدفت منتجعات المواطنين وحيواناتهم، حيث نزلت القوة الإيطالية ميناء البريقة والتحم معها المجاهدون والأهالي. وكانت هذه الفرقة الإيطالية مدججة بالرشاشات والمدافع والمرتزقة من الأحباش. ويروى إنها من المعارك العنيفة والشديدة حيث تخضب لون شاطئ البحر بالدماء، وبالتحديد مكان يسمى "وري طاو"، وقتل من قتل وهرب من هرب وكان من بين القتلى قائد المعركة الجنرال ما ليلي، وفر الناجون من الفرقة بقوارب واستشهد في هذه المعركة كل من محمد صالح اجبيل - ابراهيم الفيل - حمد اكرود قابس - رابح القبائلي - عبد النبي امخيمر - بواخفيفة امخيمر - جاد الله اكريم بهيج -النعاس عقبة بوشيبة - حسن بومريومة لمباركي - غيث احمدي - الزايط القبائلي - يونس مذكور المغربي.
ومن المجاهدين الذين ابلوا بلاء حسنا: حسن الدغيلي - قجة عبد الله - عبد الحمن الميجنة لمباركي - بوحبل بوخمادة -خليفة الحمر نوفل - امصادف الرقعي - -عيسى بوهدمة القبائلي - علي دنقير الذباح - يوسف عمر نشاد - يونس الجالي - الكيلاني القرقعي - الشيخ عبد ربه العليوي - حمد العوري لمباركي - صالح بو عكرة - بوقعيرة سعيد العرج لمباركي - عبد الجليل بوخمادة - حمد الشعيبي - بوراوي صديق القيصة – امحمد بوريث لمباركي، وغيرهم.
وبعد هذه المعارك لم يشتبك المجاهدون في مواجهة مباشرة مع الطليان، حيث ان اعتمد المجاهد والذي لقبه جنرالات الحرب في كتبهم بالماكر سياسة الكر والفر. واتخذت المقاومة في اجدابيا وضواحيها نظام الغارات السريعة الخاطفة على معاقل العدو، واستمر هذا الوضع حتى عام 1927 وذلك عندما خضعت منطقة برقة الغربية بكاملها للسيطرة الإيطالية.
وتعتبر معركتا بئر بلال ومرسى البريقة، من أكبر المعارك التي خاضتها قوات المجاهدين في منطقة اجدابيا.
وبهذه الهزائم الموجعة افتتح الحزب الفاشستي عهده الجديد في ليبيا، وتركت هذه المعارك في نفوسهم آثاراً مؤلمة، وأخذوا يلتمسون لها التبريرات الواهية، فتارةً ينسبون سبب الهزيمة إلى الأحوال الجوية، وتارة يبررون سبب فشلهم إلى التقديرات الخاطئة لعدد قوات المجاهدين.
ونتصفح مذكرات السفاح غراسياني فنجده يقول فيها: "بإحتلال اجدابيا استمرت العمليات العسكرية في جنوب بنغازي، وأحياناً تكون مقرونة بهزائم موجعة ومفجعة لنا، مثل بئر بلال ومرسى البريقة". ويقول الجنرال تروتسي في مذكراته أيضاً: "إلى الجنوب من اجدابيا كان وما زال يخيم كابوس بئر بلال ومرسى البريقة". وهذه شهادات الأعداء، والفضل ما شهدوا به.